الملف الإنجازي


تكنولوجيا التعلم

المقدمة
في يومنا هذا تستخدم التكنولوجيا بشكل موسع في عملية التعلم و ذلك لأهميتها  في تعزيز المهارات والتواصل ونقل المعلومات بطريقة فعالة وغرس القيم التعليمية ، إلا أنه لم تتحقق تلك النتائج التعليمية من استخدام التكنولوجيا في عام 1990م ، ولكن بفضل التغيرات والتقدم التكنولوجي الهائل منذ بداية عام 2000م إلى يومنا هذا تم التوصل إلى تحقيق  الأهداف التعليمية بشكل ملحوظ ، فقد تطورت المهارات والمعرفة التكنولوجية لدى المتعلم مما ساعد على سهولة تقبل وتسخير التكنولجيا في الأهداف التعليمية. فقد أصبح سهلا على المتعلم أن يتلقى المعلومة اذا ما استخدم التكنولوجيا ، وكذلك اهتمام المعلم باستخدام التكنولوجيا وتحديث مهاراته ساهم بشكل كبير في كفاءة وفعالية العملية التعليمية .
مفهوم تكنولوجيا التعلم
مفهوم التكنولوجيا هوعبارة عن أسلوب تفكير و أدوات التي تشمل الآلآت ، التصاميم ، التدابير ، الاجراءات أو المهارات المستخدمة من قبل الانسان. وهناك عدة مناطق تستخدم فيها التكنولوجيا من ضمنها تكنولوجيا الطب ، والمعلوماتية..وغيرها.
إن بداية استخدام التكنولوجيا كان في العصورالقديمة ( العصر الحجري ، البرونزي، الحديدي ، الحديث) فصنعوا الأدوات بسيطة لتسهيل أمور حياتهم كصناعة أدوات الصيد والأسلحة الدفاع عن النفس وتطور المواد المستخدمة في الصناعة الأدوات حتى بلوغ العصر الحديدي وسمي بعصر الثورة الصناعية وذلك لازدهار الصناعات وظهور المعامل والمصانع في ذاك الوقت .   وإن مصطلح ( التكنولوجيا ) لم يكن شائعا قبل القرن العشرين  ولكنه كان مرتبطا بدراسة الفنون المفيدة ، وفي القرن العشرين تحديدا ومع بداية الثورة الصناعية الثانية انتشر مصطلح التكنولوجيا بشكل موسع.
اما في مايتعلق بمفهوم التعلم فهو يشمل انتقال المعرفة من شخص إلى آخر وعادة ما تتم عملية التعلم بتوجيهات من الآخرين ولكن في بعض الحالات قد يتلقى المتعلم تعليما ذاتيا، وقد تأثر ( الخبرة ) على طريقة التفكير والاحساس والتصرف لدى الأشخاص والذي يعد تعليما بحد ذاته.  ومن منطلق المفاهيم السابقة للتكنولوجيا والتعلم كل على حده نستطيع أن نصل إلى مفهوم مصطلح ( تكنولوجيا التعلم ) والذي يدمج المفاهيم السابقة بشكل متناغم.
إذ يشير( أرون لاخانا 2014م) في دراسته إلى ان مفهوم تكنولوجيا التعلم يشمل استخدام الأدوات الميكانيكية والمادية ( الكمبيوتر ، برامج الكمبيوتر..) كتطبيقات وحلول للمشاكل المتعلقة بالتعلم، وتفرع المؤلف إلى مفهوم أكثر تعقيدا لتكنولوجيا التعلم والذي يشمل أدوات غير ملموسة كطريقة التفكير التي تربط مابين نمو الذكاء ونمو التكنولوجيا .
نشأة وتطور تكنولوجيا التعلم
في مايلي موجز لمراحل نشأة وتطور تكنولوجيا التعلم:ـ
مرحلة التعليم البصري:
بدأت هذه المرحلة في بدايات القرن العشرين، وهي مرحلة يستخدم فيها المعلم حاسة البصر لدى المتعلم لتحويل الأفكار المجردة إلى أفكار محسوسة لتسهيل وصول المعلومة إلى المتعلم ومثال ذلك ( المصورات ، النماذج.. ).
مرحلة التعليم السمعي البصري :
هي مرحلة بدأت مع ظهور وسائل التكنولوجيا السمعية والبصرية، في هذه المرحلة تم دمج الصوت بالصورة والاعتماد على حاستيه السمع والبصر لدى المتعلم للوصول للأهداف التعليمية ومثال ذلك ( التلفزيون ، فيديو، راديو، كمبيوتر...)
مرحلة الاتصال :
في هذه المرحلة النظرية زاد الاهتمام بطرق الاتصال أكثر من الوسائل السمعية البصرية بحيث تم التركيز على طرق التواصل مابين المرسل ( المعلم)،و المستقبل( المتعلم).
مرحلة النظم :
ينظر للتعليم في هذه المرحلة على أنه نظام شامل متكامل وأن الأجهزة والمواد والأدوات والمرسل والمستقبل وغيرها من المواد التعليمية ما هي إلا جزيئات تشكل النظام التعليمي الكامل ، وهذه المرحلة مرتبطة بعملية تحليل النظم اي تفكيك الأفكار والقدرات إلى أجزاء لتطويرها وتنميتها لتساهم في فعالية التدريس.
مرحلة تعزيز سلوك المتعلم:
في هذه المرحلة يتم التركيز على سلوك المتعلم و كيفية تنميته بحيث لا يتم الاعتماد بشكل كامل على المعلم بل ضرورة الاستفادة من الأدوات المساعدة لتحقيق السلوك التعليمي المطلوب.
الخاتمة
ان مجال تكنولوجيا التعلم متغير باستمرار وذلك تزامنا مع التقدم التكنولوجي العالمي السريع ، ومن الضروري أن يتم التركيز على تحديث برامج تكنولوجيا التعلم باستمرار لتواكب التطور العالمي، وتهيئة الأجيال القادمة للاستخدام الأفضل و الأمثل لتكنولوجيا التعلم.


التعليم الالكتروني

المقدمة
مع ظهور عصر العولمة والانفتاح المعرفي والتطور التكنولوجي أصبح من متطلبات العملية التعليمية مواكبة التطوارت الجارية ، وللرفع من مستويات التعليم يجب استخدام كل تقنية حديثة جديدة لذلك ظهر مايسمى بالتعليم الالكتروني لتحسين التعليم ومخرجاته. نلاحظ في الكثير من الأحيان الخلط بين مفهومي التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد ، إلا أن التعليم عن بعد مشتق من التعليم الالكتروني الذي يعتمد كليا على الحاسوب والانترنت مما يساهم في تسهيل عملية التعليم عن بعد.
مفهوم التعليم الاكتروني
ان مفهوم التعليم الالكتروني عرضة للتغير الدائم لذلك من الصعوبة الوصول لتعريف محدد له ، وهناك نظريات مختلفة لمفهوم التعليم الالكتروني وذلك حسب توجهات ورغبات مستخدمي التعليم الالكتروني .
"التعليم الالكتروني هو استخدام المعلومات وتكنولوجيا الكمبيوتر لخلق خبرات التعلم ( William Horton,2006)
هذا التعريف لا يلتزم بحدود معينه تتعلق بطبيعة أو شكل هذه الخبرات أو طريقة تنظيمها .
وعرف ( Friecen.2009) التعليم الالكتروني على أنه" تقاطع التعلم والتعليم مع التكنولوجيا المعلومات والاتصالات".
"التعليم الالكتروني هو الأخذ بكورسات عن طريق الانترنت باستخدام الاتصال عن طريق مودم ، وايرلس، كيبل للدخول لمواد الكورس الأكاديمي عن طريق الكمبيوتر والتليفون " ( Governors state university 2008)
"التعليم الالكتروني هو استخدام التكنولوجيا لتوصيل المعلومات وبرامج التدريب " ( Elearning portat,2009)
      
                      
نلاحظ ان جميع التعاريف السابقة تركز على جوانب التكنولوجيا كأساس أولي في التعليم الالكتروني و ماعدا ذلك فجميع المكونات الأخرى في التعريفات ما هي إلا خصائص ثانوية.                 
ان التعليم الالكتروني يأخذ أشكال كثيرة ومتنوعة وعلى سبيل المثال لا الحصر ( التعليم المستقل، التعليم الافتراضي ، التعليم النقال ...).
الغاية من التعليم الالكتروني
وفي دراسة أجراها ( Prasart, et. Al. 2014) تم تطبيق كورسات التعليم الالكتروني في التعليم العام وتوصل إلى نتيجة مفادها أنه يجب أن لا يطبق التعليم الالكتروني دون دمجه مع التعليم المباشر ما بين المعلم والمتعلم ليعطي أقصى فائدة ممكنة. فالوسائل المستخدمة في التعليم الالكتروني تسهل عملية التعليم ، وتساعد على الأبداع والتفاعل وتنمية المهارات.
وفي بحث أجراه   ( Soong ,chan ,et.al 2001)على مجموعة من الطلاب في ثلاث دورات عن طريق الانترنت. وتوصلت الدراسة على أن المدرب يحتاج إلى خلق بيئة انترنت تشجيعية ، وايضا يحتاج كل من المعلم والمتعلم من امتلاك المهارات اللازمة للعمل بكفاءة في بيئة الانترنت ، ولوحظ بالدراسة نسبة التعاون والتواصل بمستويات عالية من النجاح.
أما دراسة  ( Khan 2005) فقد وضح لنا أبعاد التعليم الالكتروني وذلك لتحقيق بيئة فعالة ومرنة. ومن هذه الابعاد وضع بنية تحتية مناسبة للتعليم الالكتروني ، استخدام الاجهزة والبرامج الصحيحة وضرورة صيانتها باستمرار ، الحرص على ادارة المحتوى ، مراعاة و سهولة استخدام الموقع والقابلية البعيد عن التعقيد ، الأخذ بالحسبان لمحة عامة اجتماعية وسياسية وثقافية وجغرافية والوسائل القانونية والتربوية ، واخيرا يحتاج الموقع لدعم الموارد والتقييم والتطوير المستمر لمحتوى التعليم الالكتروني .
ونستخلص مما سبق أن مكونات التعليم الالكتروني يشمل كل ماهو علاقة بالبرانامج التعليمي من مرسل ومستقبل ومواد والأدوات المستخدمة فالبرنامج وأنه أكثر تفاعلا اجتماعيا من التعليم التقليدي ( التلقين )، ويعتمد التعليم الالكتروني على طريقة تنفيذ دقيقة تراعي النظام ،المحتوى ، البيئة، والمجتمع لتحقيق النجاح الفعال.ولا سيما الأخذ بعين الاعتبار الحداثة ، التنمية و التطوير المستمر لبرامج التعليم الالكتروني مع مراعاة الصيانة والتقييم والتقويم المستمر للمحتوى وللمتعلمين لضمان مؤشر الجودة .  والتعليم الالكتروني له خصائص ومزايا عديدة فهو يوفر الوقت والجهد ، يمكن القيام به بأي وقت وأي مكان ، يعمل على زيادة التواصل والتعاون والتفاعل في العملية التعليمية، ولا يقتصر التعليم الالكتروني على فئة معين بل يشمل كل فرد داخل البرنامج التعليمي، ويراعي الفروق الفردية للفرد ويلبي رغباته وحاجته للتعلم، ويساعد أيضا في حل مشكلة التضخم الطلابي في بيئات التعليمية .

نظريات التعلم والتعلم الالكتروني

إن البيئة التعليمية تحتاج لأسس وقواعد تنظيمية لخلق بيئة متكاملة متفاعلة عالية الجودة ولذلك ظهرت نظريات تربوية فعالة  لتيسير العملية التعليمية، وتعتبر هذه النظريات هي الأسس في مجال التصميم التعليمي.
بشكل عام النظرية هي عبارة عن مجموعة من الافتراضات والنماذج المتصله ببعضها و فتوضح العلاقة بين المتغيرات التي تؤثر على العملية التعليمية.
أما التعلم فهو يشمل انتقال المعرفة من شخص إلى آخر وعادة ما تتم عملية التعلم بتوجيهات من الآخرين ولكن في بعض الحالات قد يتلقى المتعلم تعليما ذاتيا، وقد تأثر ( الخبرة ) على طريقة التفكير والاحساس والتصرف لدى الأشخاص والذي يعد تعليما بحد ذاته.
وفي ما يتعلق بالتصميم التعليمي فهو عبارة عن ربط بين نظريات التعلم و التطبيقات في الواقع لتكوين حلقة اتصال بين النظريات والتقنية الحديثة لضمان جودة البيئة التعليمية.
ومن المفاهيم السابقة نستخلص مفهوم نظريات التعلم فهي عبارة محاولات منظمة للسلوك المعرفي الانساني بهدف تفسير السلوك والتنبوء به و ضبطه. وفي ما يلي بعض من نظريات التعلم العديدة  :
النظرية السلوكية
هذه النظرية تركز على المعلم هو أساس العملية التعليمية ، ويتحقق التعلم من خلال الاستجابة للمثير والتكرار الذي من شأنه أن يحدث تغير في السلوك ، تعمل هذه النظرية بادخال خبرات جديدة مع المثير ويتم تمريرها على العقل فيخزنها دون تفكير أو تحليل فالعقل هنا يكون شبه معطل. ومثال على نظرية السلوكية  نظرية ادوارد ( المحاولة والخطأ)،وسكنر ( التعلم الاجرائي) والتي  تؤكد على سلوك الفرد مع ربطه بالمثيرات.
النظرية البنائية ( النمو المعرفي )
تعمل هذه النظرية على اعطاء المعلم المعلومات ثم ينقلها إلى المتعلم والذي بدوره يفكر و يحلل هذه المعلومات. وتعتبرعملية التعلم هذه نشطة إلا انها مقيدة بالمستوى العقلي ولاتعتمد بالمظاهر السلوكية. وقد ذكر بياجية أن عملية المعرفة تبنى أو تعيد بناء المعرفة ، وقسم مراحل النمو بدءا بالمرحلة الحسية الحركية تليها مرحلة قبل العمليات (ربط) ثم المرحلة الاجرائية (ربط عمليات العقل بالخبرات) وأخيرا المرحلة الاجرائية الشكلية (تجريد العمليات بالتفكير).
نظرية التعلم البنائي الاجتماعي
ذكر فيجوتسكي أن المتعلم هو أساس العملية التعليمية وأنه يجب التركيز على المعرفة السابقة للمتعلم. ولهذه النظرية أسس مهمة لتحقيقها فعلى المعلم أن ينقل للمتعلم المعرفة البدائية الغير مكتملة  فوظيفة المتعلم هنا هي أن يبني ويفسر ويحلل ما استقبله من معرفة لبناء ما لديه من معلومات، وأن المجتمع له تأثيركبيرعلى معرفة الفرد ومثال على ذلك عندما تريد اكتساب معرفة عن مفكر ،فيلسوف أو عالم لابد من معرفة المجتمع الذي نشأ فيه لانه يؤثر على طريقة تفكير الفرد. و تهتم نظرية التعلم  البنائي الاجتماعي على ادخال الخبرة الجديدة مع التفكير والتحليل العميق في العقل مرتبطة بالخبرات السابقة فيحصل اندماج كلي للبنية المعرفية وهنا يعمل العقل بكفاءة عالية.
النظرية الارتباطية
ظهرت هذه النظرية في العصر الرقمي  الذي انتشار التكنولوجيا على جميع مجالات حياة الفرد، فهي تبدا بالتعلم ،المعرفة وتغذية المعلومات ويربطها المتعلم بالفرضيات فيحدث دمج لكل من التفاعل ،المشاركة ،التحاور والتفكير . ووضح  سيمنز أن النظرية الترابطية عباره عن عملية ترابيطية بين الأفكار والمفاهيم ودمج لمبادئ نظريات التعلم ، ويمكن حصول المتعلم على المعرفة جديدة مستمرة عن طريق استخدام أدوات التواصل الاجتماعي من خلال الانترنت كالمدونة ،المناقشات والتعليقات..وغيرها،  ويشير سيمنز إلى أربع عناصر أساسية للنظرية الترابطية ( وضوح الافتراضات والمصطلحات ، وجود العملية التنموية ، اشتقاق المبادئ من الافتراضات ).
يؤكد العديد من الباحثين على أهمية نظريات وأساليب التعلم عند تصميم بيئة التعليم الالكتروني من خلال دمج نظريات التعلم في الممارسة العملية، ولا بد من تطوير النظريات مع تغير الظروف وتأثير التكنولوجيا والعلوم الجديدة على التعلم. واتفق كل من لويس، وايلي، إدوارد و جاكوبس ان التعليم أصبح تعليم ذاتي وأن المجتمعات اصبحت مفتوحه لتلقي المعرفة والتطوير الذاتي . ويستخدم في التعليم الالكتروني النظرية الترابطية فهي تدمج مبادئ الاستكشاف من قبل الشبكة الانترنت والتنظيم الذاتي ، ان النظرية الترابطية تعمل على تطوير المهارات والمهام المطلوبة للمتعلمين في العصر الرقمي.

التصميم التعليمي

    للإرتقاء بمستوى التعليم تحتاج المجتمعات إلى إنتاج وتصميم المواد التعليمية المتكاملة لتلبي احتياجات وقدرات المتعلمين وذلك لتحقيق التنمية البشرية والتقدم في المجتمع. فالتصميم التعليمي هوعبارة عن عملية تحليل للواقع المراد تدريسه والتخطيط لأهداف واضحة محددة ثم إجراء التصميم، التقييم والتطوير المناسب لمعرفة فعالية أداء المتعلم (Isman,2011). أما دراسة  Faryadi(2007) فقد ذكر أن التصميم التعليمي عبارة عن علم يشمل مجموعة من النظريات والأساليب وأيضا يعتبر فن إبداعي بربط النظريات والأساليب في بناء وتنفيذ التصميم لتلبية حاجة المتعلمين للمعرفة. وأشارAkbulut (2007) إلى أن مفهوم نموذج التصميم التعليمي عبارة عن تخطيط ورسم لتطبيق نظرية التعلم في بناء درس ذو فاعلية والذي من شأنه أن يساعد المصمم على فهم الإطار النظري والقدرة على تطبيقه.
    ومن نماذج التصميم التعليمي : نموذج Assure الذي يستند على النظرية البنائية ودمج الوسائط المتعددة لتعزيز بيئة التعلم. فيتم من خلاله تحليل الواقع، التخطيط ، التحديد الأهداف والوسائل وطرق التدريس، إعطاء تغذية راجعة لتحسين أداء المتعلم وتقييم العملية ثم تطبيق التعديلات اللازمة (Faryadi,2007). ووضحت دراسة Akbulut (2007) الفرق بين نموذج DC و MRC ، فنموذج DC يعتمد على النهج السلوكي بحيث يتم تقسيم المتعلمين إلى مجموعات صغيرة لإكتساب سلوكيات مقصودة، ويعتبر هذا النموذج ثابت ومنظم بخطوات متسلسلة لذلك يفضله معظم المصممين المبتدئين .  أما نموذج MRC ففهو قابل  للتكيف ومرن، ويفضله معظم الخبراء لأنه يمكنهم من البدأ بأي خطوة من خطوات التصميم وذلاك من شأنه يزيد من قدراتهم الإبدعية ، ويعتبرهذا النموذج أكثر ملاءمة وفائدة للعمليات التعليمية الواسعة النطاق.  وأيضا من نماذج التصميم التعليمي البارزة نموذج Gagne's إذ يطرح المدرب مشكلة أو موضوع معين ويتيح المجال للمتعلمين للتحليل والتفكير النقدي، فعلى المتعلم أن يتقن المهارات اللفظية والفكرية والحركية، وأن يكون لديه إطلاع ومعرفة كافية وأيضا عليه أن يتعلم من المواقف ليتم تحقيق تعلم فعال. بينما نموذج ARCS يعتمد على الأهمية الدافعية، الثقة، ورضى المتعلمين بما يتعلمونه فيخلق لديهم الرغبة في الإستمرار بالتعليم، ويركزهذا النموذج على التشجيع والتحفيز المتعلمين لمواصلة التعليم (Faryadi,2007). وذكرت دراسة  Sahin(2008) أن نموذج التصميم التعليمي الفردي IID يركزعلى الفرد وفقا لمبادئ مابعد الحداثة ويعتمد على النظرية البنائية، ويهدف إلى التقييم الفردي للتعلم الفردي أي إنها عملية تقيس المهارات الفردية وما يحتاجه الفرد من معرفة وتطوير وثم توضع له الأهداف الخاصة به.  ومن جهة أخرى هناك نموذج التصميم التعليمي الإجتماعي الثقافي SCID الذي يعتمد على التعلم التشاركي التعاوني، فالمتعلم عضو مركزي مشارك أما المعلم فهوعضو متفاعل مع المتعلمين يعزز الحوار والتفكير والتحليل للمتعلمين، وتكون الإستفادة من قدرات وخبرات كل متعلم من خلال عمل مشاريع جماعية للمتعلمين (Grabinger,Aplin&Brenner,2007). وضحت دراسة Isman (2011) نموذج جديد للتصميم التعليمي  ISMAN الذي يجمع النظرية السلوكية، المعرفية، والبنائية. ويتم اتباع خمس خطوات في هذا النموذج تبدأ أولاً بالمدخلات من تحديد احتياجات المتعلمين والمحتوى والأهداف بحيث يربطها بطرق تدريس ووسائل مناسبة للتحفيز، ثانياً عملية تصميم نماذج الأختبار وتطويرأنشطة التعليم، ثالثاً المخرجات هي عملية تقييم الأنشطة لمعرفة مدى تحقق الأهداف، رابعاً التعرف على ردود فعل المتعلمين ، وخامساً التعلم على المدى الطويل.
    ذكر Akbulut (2007) إن نماذج التصميم التعليمي تشترك بعناصر أساسية تبدأ بتحليل المتعلمين والواقع، تحديد الأهداف والغايات، تطوير المواد التعليمية، التنفيذ والتدريب وأخيراً التقييم لأداء المتعلمين.  وأرى أن لايوجد نموذج تصميم تعليمي محدد للبيئة التعليمة الإلكترونية، فيمكن دمج نماذج التصميم التعليمي مع التكنولوجيا الحديثة لبناء نموذج فعال لبيئة التعلم الإلكترونية.

المنهج الرقمي

     في عصرنا الحالي من السهل على الأفراد الحصول على المعلومات والوصول إليها في أي زمان ومكان وذلك بفضل الشبكة العنكبوتية ، مما أدى إلى نشوء الحاجة لتطوير المناهج التعليمية التي تتناسب مع العصر الرقمي.  إن المنهج التعليمي يشمل عناصر البيئة التعليمية؛ الأهداف؛ التصاميم؛ والتطبيقات (Pan et al, 2008). أشار Abbey ( 2009 ) في دراسته إن المناهج الرقمية عبارة عن إطار شامل لهيكل النظام التعليمي ويشمل كل عنصر داخل البيئة التعليمية من معلم؛ متعلم؛ محتوى؛ طرق التدريس؛ ونظريات التعلم البنائية والترابطية. أما  A Fryer ( 2005 ) فقد ذكر في دراسته أن المنهج الرقمي عبارة عن مجموعة من المهارات؛ الخبرات؛ والتطبيقات التي يتم بتقيمها بشكل مستمر لتحسين وتطوير النظام التعليمي.  وضح Pan et al ( 2008 ) أن المنهج الرقمي يعد نظام متكامل لتحسين جودة التعليم يضم الأهداف؛ الحقائق؛ التصاميم؛ والخطوات التي يتم دمجها بالتطبيقات معينه من برامج و تغذية راجعة ومن ثم يتم تقييم المنهج لضمان كفاءة النظام التعليمي.  وتفقت كل من دراسة  A Fryer (2005) و Abbey (2009) على أن المنهج الرقمي ينتج مخرجات التعلم التي تكون قادرة على التحليل؛ التفكير النقدي؛ حل المشكلات والصعوبات؛ وتنمية مهارات التواصل والتفاعل.  أما المنهج التقليدي فيعتمد على وكم المعلومات التي تلقن للمتعلم بينما المنهج الرقمي يعمل على التعلم التعاوني و إثراء الطالب للمشاركة والتفاعل في أي وقت ومكان من خلال برامج التواصل الإجتماعي في الإنترنت ومثال ذلك المدونات (A Fryer, 2005). إن الكتاب المدرسي هو أساس المنهج التقليدي أما المنهج الرقمي فيعتبر المتعلم هو المحور الأساسي في البيئة التعليمية (Carney, 2011).  ومن الناحية الإقتصادية للدولة فإن منهج الرقمي يقلل من التكاليف على عاتق الدولة من أهمها الإصدار السنوي للكتب والورق ، باستبدالها بالكتب الإلكترونية مما يحقق المساواة وتوسيع نطاق التعليم بينما المنهج التقليدي محصوراً على الكتاب والورق الملموس فيكون بذلك التعليم محدوداً لمن يستطيع إقتناءهم (Abbey, 2009 ). وقد اتفقت دراسة  Abbey(2009) و A Fryer(2005) على ان المنهج التقليدي مقيد وثابت بحيث لايمكن تبديله أو تحسينه بالإضافة إلى أنه يلتزم بوقت ومكان محددين ، أما في مايتعلق بالمنهج الرقمي فالمحتوى له صله مباشرة بالطالب فيستطيع الإضافة إليه؛ نقل؛ وتحسينه مما يحقق المرونة التفاعل المطلوب في أي وقت ومكان، وأيضا المنهج الرقمي يراعي الفروق الفردية ويلبي احتياجات الطلاب للتعلم ويشجعهم على التعلم مدى الحياة (Abbey, 2009).
     من وجهة نظري الشخصية أرى ان المجتمع يحتاج إلى إعادة تشكيل هيكل المنهجي التعليمي وذلك بتقليل كم المعلومات والتركيز على تنمية المهارات والخبرات؛ تعديل طرق التدريس من التلقين إلى المناقشة الهادفه مما يؤدي إلى إثراء المتعلم نحو التفكير الناقد والتحليل؛ إلزام المعلم بالحصول إلى رخصة التعليم بحيث يجتاز مراحل تقييم الأدائه باستمرار وذلك لضمان جودة التعليم  وأخيراً الأهتمام بالبيئة التعليمية من توفير للمواد والوسائط المتعددة، فالعملية التعليمية يجب أن لاتهدف إلى الربح بل إن هدفها الأساسي هو تطوير وتنمية التعليم.


التعلم النقال

    إن الإنتشار المتزايد للأجهزة الرقمية المحمولة بين الجيل الحالي وتأثيره المباشر على حياة الأفراد الإجتماعية دفع القائمين على التعليم الى التفكير بضرورة إدخال تطبيقات وبرامج تعليمية في التعلم النقال. أشارت دراسة Zabel (2010) إلى أن التعلم النقال هو فرع من فروع التعلم عن بعد والذي يتم من خلاله توظيف الأجهزة المحمولة للمساهمة في التعلم في أي زمان ومكان.  وفي دراسة Romrel ,Kidder and Wood (2014) ذكر أهمية ربط مفهوم التعلم النقال بطبيعة الأجهزة المستخدمة وبما أن الأجهزة النقالة تعتبر أجهزة شخصية لذلك لا بد من صياغة تعريف التعلم النقال بشكل يحدد ماهية هذه الأجهزة وكيفية استخدامها ، حسب الدراسة فإن التعلم النقال هو تعلم شخصي مرتبط باستخدام هذه الأجهزة. أما دراسة Keskin and Metcalf (2011) فقد وضحت مفهوم التعلم النقال على أنه تلك التدريبات والتطبيقات التى تستخدم في الأجهزة النقالة كالهواتف الذكية والآيباد وغيرها لتعزيز وتوسيع نطاق التعليم والتعلم.
    أتفقت دراسات كل من  Zabel(2010),(2011) Keskin and Metcalf, Iqbal and Qureshi (2012) على أن من مميزات التعلم النقال صغر حجم الأجهزة المستخدمة في التعلم والذى يساعد على سهولة تنقلها بالإضافة إلى تعدد استخدامات تلك الأجهزة من سهولة الوصول إلى شبكة الانترت وتحميل البرامج والتطبيقات وإمكانية تخزين البيانات والملفات وسهولة الوصول إليها، واتفقت تلك الدراسات على أن تلك المميزات تساعد على تشجيع وجذب المتعلمين وعلى فعالية عملية التعلم. وأضافت دراسة Suki and Suki(2011) أن التعلم النقال يراعي الفروق الفردية لدى المتعلمين بشكل يلبي احتياجات كل فرد في التعلم. وفي دراسة Zabel(2010) أشارت إلى التطورات السريعة والمذهلة للأجهزة النقالة وكذلك رخص قيمتها جعل بإمكان الجميع اقتنائها بسهولة.
    أما فيما يتعلق بكيفية توظيف التعلم النقال في العملية التعليمة فقد ذكرت دراسة Zabel(2010) إلى أنه يمكن الإستفادة من أوقات الفراغ للأفراد في التعلم النقال مما يزيد من سرعة وسهولة التواصل والتفاعل بين الأطراف المشاركة في العملية التعليمية. واعتبرت دراسة Romrel ,Kidder and Wood (2014) أن التعلم النقال هو بديل فعال لكثير من الأدوات التعليمة التقليدية ويمكن بسهولة تعديله أو إضافة أنشطة ومهام  جديدة تتناسب مع احتياجات المشاركين في العملية التعليمة وأشارت الدراسة إلى صعوبة تحقيق هذه المرونة في الأدوات التعليمية التقليدية. وأضافت دراسة Suki and Suki (2011) إلى إمكانية توظيف الأجهزة النقالة في دمج الخبرات التعليمية واستخدامها في التطبيقات والألعاب التعليمية عبر الإنترنت. وأضافت دراسة Zabel(2010) إلى ان من شأن التعلم النقال تقليص التكلفة المرتبطة بالتعليم التقليدي، فالكثير من الدول النامية تجد صعوبة في تحقيق متطلبات التعليم التقليدي من بينة تحتية وتوفير الأدوات التعليمة اللازمة، باستطاعة التعلم النقال تحقيق احتياجات الأفراد التعليمة دون اللجوء إلى الأدوات التعليمية التقليدية ، بالإضافة إلى توظيف التعليم النقال في عملية التعليم المستمر المرتبط بتعليم الكبار أي أن باستطاعة الأفراد تطوير تعليمهم الذاتي وتنمية خبراتهم.
   
    بالرغم من التأثير الإيجابي للتعلم النقال على المشاركين في العملية التعليمة إلا أن هناك بعض السلبيات التقنية والتعليمية. فقد ذكرت دراسة  Iqbal and Qureshi (2012) إلى أن من سلبيات التعلم النقال هو حجم الذاكرة الذي يقل نسبيا عن حجم الذاكرة في الأجهزة الأخرى كالكمبيوتر، وكذلك قلة كفاءة لوحة المفاتيح في الأجهزة النقالة. ومن جهة أخرى أشارت دراسة Park(2011) إلى أن من شأن الأجهزة النقالة أن تزيد من عزلة الأفراد في العملية التعليمية في حين أن العملية التعليمية التقليدية تحقق التواصل المباشر بين المتعلمين وتبادل الأفكار لتطوير وبناء المعلومات.  
 

التعلم المدمج

     إن العملية التعليمية تحتاج إلى تطوير مستمر يلائم الجيل المعاصر الذي اعتمدت حياته الإجتماعية على وسائل الإتصال التكنولوجي، وعلى العاملين في التربية إدخال أساليب وطرق تعليمية حديثة تتماشى مع كل جيل لتحقيق بيئة تعليمية تفاعلية، ومن هذه الطرق التعليمية التعليم المدمج . فقد وضح  O'keefe, Rienks and Smith(2014) في دراسته لمفهوم التعليم المدمج على أنه الجمع بين أنواع مختلفة من الخبرات والأساليب التعليمة المباشرة مع مزج الوسائط التكنولوجيا عبر الإنترنت.  أما دراسة Caner and Campus (2010) فقد ذكر أن التعليم المدمج عبارة عن ربط بين النظريات والبيئات التعليمية على أرض الواقع بشكل مباشرمن خلال الدمج بين التعليم الواقعي والإنترنت.  وذكرت دراسةPicciano  (2009) أن التعليم المدمج يعمل على تصميم بيئة تعليمية تلبي احتياجات المتعلمين المتنوعة وذلك عن طريق الدمج بين الوسائط المتعددة والأساليب التعلمية المختلفة بإستخدام المناهج من خلال التدريس المباشر والتواصل بالإنترنت لزيادة التفاعل ومشاركة المتعلمين.
     وأشارت دراسة Yamagata-lynch (2014) إلى تجربة استخدام التعلم المدمج عبر الإنترنت، فتوصلت الدراسة إلى نتيجة مفادها أن مستوى مشاركة الطلاب عالية جدًا حيث البيئة التعليمية تتسم بالمرونة مما أدى إلى تواجد الطلاب في أغلب الأوقات وقد ساعد ذلك في إثراء المناقشات، تبادل الآراء والخبرات التعليمية، اكتساب الطلاب شعور أقوى في التواصل والتفاعل، وأيضا ساعد على إعطاء فرصة التعلم للطلاب المزدحمين في حياتهم اليومية. وتكمن أهمية التعليم المدمج في أنه يوفر للمتعلمين طرق تعليمية أكثر راحة ومرونة ويبنى لديهم روح التحدي والحماس وذلك لا يتوفر في الطرق التعليمية التقليدية (Picciano  ,2009).  واتفقت دراسة كل من  Caner and Campus (2010)، Brown (2011) على أن التعليم المدمج يشجع المتعلمين على المشاركة الفعالة مما يساعد في خلق بيئة تعليمية تعاونية. أما دراسة Caner and Campus (2010) فقد بينت أهمية التعليم المدمج في خلق بيئة تعليمية مثمرة من شأنها تحسين ممارسة المعلمين والمساهمة في نموهم المهني وزيادة التفاعل والتواصل بينهم، وأيضا يراعي الفروق الفردية لدى المتعلمين ويلبي احتياجاتهم للتعلم.  واتفقت دراسة O'keefe, Rienks and Smith (2014 Yamagata-lynch (2014) على أن التعلم المدمج يدعم توسيع نطاق المشاركة بالإضافة الى التفاعل والمرونة لدى كل من المتعلمين والمدربين.  وفي دراسة Caner &Campus  (2010) وضح الباحثان أن التدريس المدمج يساعد على تشكيل آراء وتوجيه سلوك المتعلم في المستقبل.  بينما دراسة  Yamagata-lynch (2014) وضحت إن تعلم الطلاب باستخدام طرق تعليمية متنوعة من أساليب الإتصال التقني مثل المناقشات الكتابية، الصوتية، أو الفيديو يسمح للطالب اختيار الأسلوب المناسب حسب رغبته، وذلك يعمل على خلق شعور الثقة بالنفس والرغبة في تطوير الذات للأفضل. وذكرBrown (2011) في دراسته إن التعلم المدمج يمنح الفرص للمتعلمين باكتشاف ما لديهم من معرفة وقدرات وتعزيزالثقة بالنفس، وكذلك يساعدهم على التحليل النقدي والعمل الإجتماعي مما يؤدي إلى زيادة التنمية الثقافية والمعرفية.  وأخيرًا يمكن توظيف التعلم المدمج في خلق بيئة تعلم عبر الإنترنت للمعلمين مما يساعد على تعزيز نوعية الخبرات التعليمية، بالإضافة إلى تبادل الأفكار وأساليب طرق التدريس مما يتيح  للمعلمين الجدد فرص اكتساب المهارات وتوفير التغذية الراجعة  (Caner &Campus,2010).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق